عندما يرن الديك في الصباح، يكون المكان مليئًا بالأصوات، وعند غروب الشمس يتحول إلى "جنة الصفقات"، أما في الليل، فإن إغلاق السوق يشبه "أوسكار التخفيضات". هل تريد أن تعرف متى يكون أفضل وقت للشراء في سوق الأسماك؟ لا تتعجل، اليوم سأخذك في هذه "المغامرة لتوفير المال"، وسأعلمك كيف تخرج من بين رائحة السمك وأكوام الخضار محملاً بالأكياس، وتعود إلى المنزل محفظتك مليئة، ويمكنك أن تتفاخر أمام أصدقائك: "لقد كنت من رواد سوق الأسماك!"
أولاً، دعنا نتحدث عن السوق الصباحية. ما هو السوق الصباحية؟ إنه "العرض الأول" في سوق الأسماك، حيث لم يشرق الضوء بعد، وقد وضع البائعون أحدث السلع، والأسماك لا تزال تقفز، وقطرات الندى تتلألأ على أوراق الخضار، إنه طازج لدرجة تجعلك ترغب في كتابة قصيدة في الحال. لكن، الأسعار في هذا الوقت ليست رخيصة كما تتوقع. البائعون في الصباح الباكر نشيطون، وعيونهم تتألق أكثر من عينيك بعد تناول القهوة، وهم ينادون: "طازج! وصل للتو! إذا فاتتك هذه الفرصة، فلن تجدها مرة أخرى!" إذا سألت: "هل يمكن أن يكون أرخص قليلاً؟" سيبتسمون ويجيبون: "يا جميلة/يا وسيم، هذه السمكة كانت تسبح في البحر البارحة، واليوم فقط تم اصطيادها، لا يمكن أن تكون رخيصة!" انظر، كم هي مثيرة، إنها حقًا أسطورة ملهمة في عالم السمك.
لكن لا تدع هذه الأجواء تخيفك، فالسوق الصباحية لها أسرارها. على سبيل المثال، بعض الأكشاك تحصل على سلع خاصة في أيام معينة، مثل كشك "زاو زانغ" يوم الثلاثاء، حيث يتمكن دائمًا من الحصول على تلك الجمبري الضخم الذي يبدو كأنه منتفخ، بأسعار أقل من نصف أسعار السوبرماركت. يجب أن تذهب مبكرًا، وإذا تأخرت، فإن "المبكرين" - مجموعة من الرجال والنساء الأكثر نشاطًا من والدتك - سيأخذون كل السلع الجيدة. في تلك اللحظة، ستجد نفسك واقفًا بجانبهم، تراقبهم وهم يحملون أكياسهم المليئة بالغنائم، وتفكر في نفسك: "في المرة القادمة سأستيقظ في الخامسة صباحًا!" (ثم في اليوم التالي تستمر في النوم حتى الثامنة، وتفوت كل شيء.)

المفتاح في السوق الصباحية هو "السرعة، الدقة، والشجاعة". يجب أن تكون مثل البطل في أفلام الفنون القتالية، بمجرد دخولك، حدد هدفك، وتوجه مباشرة إلى تلك الأكشاك الموثوقة، لا تنخدع بتلك السلع "الطازجة المزيفة" على جانب الطريق. على سبيل المثال، ذلك الشاب الذي يبيع الخضار، دائمًا ما يخفي أوراق الخضار الصفراء القديمة في الأسفل، ويضع فوقها طبقة من الخضار الخضراء اللامعة، إذا لم تقم بتفقدها، ستشتري في لحظة مجموعة من "المفاجآت المنتهية الصلاحية". وأيضًا، عندما تتفاوض على السعر، لا تخجل، قل مباشرة: "يا بائع، هذه السمكة تبدو نحيفة، إذا جعلتها أرخص سأساعدك في تصريف المخزون!" تسع مرات من أصل عشر ستنجح، أما المرة المتبقية فقد يكون البائع في مزاج سيء، ويرد عليك مباشرة: "نحيفة؟ هذه سمكة رياضية!" - حسنًا، في هذه اللحظة يجب أن تتعلم كيف تبتسم وتبتعد، فبالتأكيد، الجلد السميك هو سر البقاء في سوق الأسماك.
بعد الحديث عن السوق الصباحية، دعنا نتحدث عن الغروب. الغروب هو "وقت انخفاض الأسعار" في سوق الأسماك، بمجرد غروب الشمس، يبدأ البائعون في فقدان حماسهم. تلك الروح القتالية في الصباح "سلعتي هي الأفضل في العالم" تتحول إلى قلق "إذا لم أبيعها، سأضطر لتناولها بنفسي الليلة". ستلاحظ أن الخضار التي كانت تكلف عشرة يوانات للكيلو في الصباح قد تصبح خمسة يوانات في الغروب، وقد تجد أيضًا مفاجآت مثل "اشتر واحدة واحصل على واحدة مجانًا". في هذا الوقت، يبدو سوق الأسماك كأنه "تصفية كبيرة"، حيث يقوم البائعون بتعبئة السلع وهم ينادون: "يا جميلة، تعالي بسرعة! إذا لم تشتري هذه السمكة، سأضطر لأخذها إلى المنزل لطهي الحساء!" إذا كنت محظوظًا، وواجهت بائعًا مستعجلًا، قد تتمكن من شراء كومة من الخضار مقابل اثنين يوان، مما يكفي لطهي وعاء من الحساء في المنزل.
ومع ذلك، هناك مخاطر في التسوق في الغروب. السلع ليست طازجة مثل السوق الصباحية، بعض أوراق الخضار قد ذبلت، والأسماك ليست نشطة كما كانت. يجب أن تكون عينيك مفتوحتين، ولا تتسرع في شراء كومة من السلع "المحتضرة". على سبيل المثال، في إحدى المرات اشتريت سمكة في الغروب، وعندما عدت إلى المنزل اكتشفت أن عينيها كانت فارغة، وعندما طهيتها كانت طعمها مثل المطاط، ولم أستطع تناول أكثر من قضمة واحدة قبل أن أضعها في سلة المهملات، وكنت أشعر بالحزن لدرجة أنني كدت أبكي. لذا، جوهر التسوق في الغروب هو "التحفظ + السرعة". إذا رأيت شيئًا جيدًا، اشتره على الفور، لا تتردد، لأن ترددك لثانية واحدة قد يجعل السمكة التي لا تزال طازجة تُنتزع من قبل السيدة بجانبك. ماذا تفعل إذا لم تتمكن من المنافسة؟ الأمر بسيط، تعلم كيف تستخدم نظراتك - انظر إلى السمكة في يدها، وتنهد بحزن، وإذا كنت محظوظًا، قد تشعر بالخجل وتعطيك إياها. (بالطبع، في معظم الأوقات، ستتظاهر بأنها لم ترَ، وستركض بالسمكة أسرع من الأرنب.)
أخيرًا، يجب أن نتحدث عن "لحظة الصفقات الليلية". في هذا الوقت، تحول سوق الأسماك من سوق صاخب إلى "خليط من السلع المتبقية". البائعون مشغولون بترتيب أكشاكهم، والسلع المتبقية إما لم تُباع، أو أنهم كسالى جدًا ليأخذوها إلى المنزل. إذا كنت جريئًا بما فيه الكفاية، ووجهك سميك بما فيه الكفاية، يمكنك في هذا الوقت العثور على "أسعار لا تصدق". لدي صديق يُدعى "ملك الصفقات"، في إحدى الليالي، بعد الساعة التاسعة، تجول في سوق الأسماك، واشترى مقابل خمسة يوانات كيلوغرامين من أجنحة الدجاج، بالإضافة إلى كومة من الخضار، وأعطاه البائع حزمة من البصل، لأنه قال: "على أي حال، لا أريد أخذها إلى المنزل، ساعدني في تخفيف العبء!" هذه الصفقة كانت حقًا "فوز مزدوج" في سوق الأسماك.
ومع ذلك، ليست كل الصفقات الليلية ناجحة. أحيانًا تذهب متأخرًا، وتجد فقط بعض أوراق الخضار الفاسدة والأسماك المحتضرة، حتى الكلاب ستهز رؤوسها عند رؤيتها. أو قد لا يرغب البائع في البيع، ويضع الأشياء في حقيبة، ويقول ببرود: "لا يوجد شيء، تعال غدًا!" في هذه اللحظة، يجب أن تتعلم كيف تقرأ تعابير الوجه، انظر إلى أي بائع يبدو لطيفًا، ثم اقترب وتحدث معه قليلاً: "يا بائع، كيف تسير الأعمال اليوم؟ هل يمكن أن تجعل لي هذه المتبقية أرخص قليلاً؟" إذا ابتسم وأومأ برأسه، فتهانينا، لقد نجحت في الصفقة؛ إذا نظر إليك بعيون مرفوعة، فابتعد بسرعة، ولا تجعل الأمور أكثر إحراجًا.
بعد كل هذا الحديث، متى يكون أفضل وقت للشراء في سوق الأسماك؟ يجب أن أكون صريحًا: لا توجد إجابة مطلقة! السوق الصباحية، والغروب، والصفقات الليلية، لكل منها مزاياها، والأهم هو نوع الشخص الذي أنت عليه. إذا كنت من "صعوبات الاستيقاظ"، فإن الغروب والصفقات الليلية هما مكانك؛ إذا كنت تحب الازدحام، فإن السوق الصباحية ستلبي شغفك في التسوق. النقطة الأساسية هي أنك يجب أن تتعلم "التكيف مع الوقت"، بناءً على نمط حياتك ومزاج البائعين، لتجد "الوقت الذهبي" الخاص بك.
كيف يمكنك القيام بذلك؟ لا تتعجل، سأعلمك بعض "استراتيجيات البقاء في سوق الأسماك"، لضمان أن تبتسم حتى لا تتمكن من إغلاق فمك، وتعود محفظتك مليئة. الاستراتيجية الأولى، تُسمى "طريقة الزبون الدائم". بغض النظر عما إذا كنت تعرف البائع أم لا، اذهب وقل: "يا لي، يا وانغ، جئت لرعاية عملك مرة أخرى!" ثمانية من كل عشرة بائعين سيتفاجئون قليلاً، ثم سيشعرون بالخجل ويقدمون لك خصمًا، فبالتأكيد لا أحد يريد أن يغضب "الزبون الدائم". الاستراتيجية الثانية، هي "استراتيجية الإغواء". إذا أعجبت بشيء ما، فتظاهر أولاً أنه مكلف، وامشِ خطوتين ثم عد واسأل: "آه، هل يمكن أن يكون أرخص قليلاً؟ سأعود مرة أخرى!" بمجرد أن يسمع البائع "المرة القادمة"، سيشعر باللين. الاستراتيجية الثالثة، تُسمى "سياسة الشكوى". احمل حقيبة فارغة، وتنهد قائلًا: "اليوم ميزانيتي غير كافية، ساعدني يا بائع!" هذه الاستراتيجية فعالة جدًا مع البائعين الطيبين، لكن لا تستخدمها كثيرًا، وإلا سيعتقدون أنك "محتال دائم الشكوى".
أيضًا، لا تنسَ مراقبة "اتجاه الرياح". على سبيل المثال، في السوق الصباحية يوم الاثنين، عادةً ما تكون السلع كثيرة والأسعار مستقرة، لأنهم قد جددوا المخزون في عطلة نهاية الأسبوع؛ بينما في غروب يوم الجمعة، قد تكون الأسعار أرخص، لأن البائعين يريدون تصريف المخزون استعدادًا لشراء عطلة نهاية الأسبوع. أما بالنسبة للصفقات الليلية، فمن الأفضل اختيار ليلة الأحد، حيث يبيع العديد من البائعين بشكل سيء في عطلة نهاية الأسبوع، ويكونون متعجلين للتخلص من السلع للعودة إلى المنزل للراحة. هذه التفاصيل الصغيرة هي "تجارب مؤلمة" اكتسبتها من خلال العمل في سوق الأسماك، والآن أشاركها معك مجانًا، تذكر أن تعطني إعجابًا!
بالطبع، التسوق في سوق الأسماك ليس فقط لتوفير المال، بل إن الشعور بالتنافس مع البائعين هو المتعة الحقيقية. جرب، عندما تنجح في التفاوض على السعر مع البائع، ستشعر بالرضا "أنا الأفضل في العالم"، وهو شعور أفضل من إنهاء لعبة فيديو. أو عندما تجد كومة من السلع الرخيصة في الليل، وتعود إلى المنزل لطهي عشاء كبير، وأنت تأكل تفكر: "تكلفة هذه الوجبة أقل من عشرة يوانات، لا يمكن شراء هذا في السوبرماركت!" هذا الشعور بالإنجاز يمكن أن يجعلك تضحك حتى في أحلامك.
عندما أقول هذا، يجب أن أذكرك: على الرغم من أن سوق الأسماك ممتعة، إلا أنه يجب أن تكون حذرًا. لا تتشاجر مع البائع حتى تتصبب عرقًا من أجل توفير يوانين، ثم تعود إلى المنزل محملاً بسلع فاسدة، فهذا سيكون خسارة. أيضًا، من الضروري أن تحمل نقودًا، حيث إن العديد من البائعين لا يقبلون الدفع عبر وي شات أو علي باي، وإذا أخرجت هاتفك ببراءة، سيضحك عليك البائع قائلاً: "يا وسيم، هذا سوق الأسماك، ليس حديقة التكنولوجيا!" وأخيرًا، تذكر أن ترتدي حذاءً مريحًا، لا ترتدي أحذية كعب عالي أو صنادل، وإلا ستنزلق على قشور السمك وأوراق الخضار، وتتحول إلى "المهرج" في سوق الأسماك.
سحر سوق الأسماك يكمن في "حيويتها". كل فترة زمنية لها مناظرها المختلفة، حيوية السوق الصباحية، وفوائد الغروب، ومفاجآت الصفقات الليلية، كل منها يستحق أن تجربها بنفسك. لذا، لا تسألني متى يكون أفضل وقت للشراء، ارفع سلة الخضار الخاصة بك، واذهب لتجرب بنفسك! قد تجد نفسك يومًا ما "أسطورة سوق الأسماك"، وتضرب صدرك أمام أصدقائك قائلًا: "لقد اشتريت كيلو من الجمبري بثلاثة يوانات!" وعندها ستفهم أن سوق الأسماك ليست مجرد مكان لشراء الخضار، بل هي "ساحة تنافس للحياة" تجعل الناس يستمتعون.
عندما أكتب هذا، لا أستطيع أن أقاوم الرغبة في الذهاب إلى سوق الأسماك. آه، لا يمكن، لقد حان الوقت التاسعة والنصف، وقد انتهى السوق، يبدو أنني سأضطر للاستيقاظ مبكرًا غدًا لأكون أول من يصل إلى السوق الصباحية. وأنت؟ هل أنت مستعد؟ لا تتردد، فالسوق مليء بالصفقات الرخيصة، اذهب وتمرن على مهاراتك، وكن "ماهرًا في توفير المال" في أقرب وقت ممكن!