حياة السكن الجامعي دائمًا تحمل رائحة تتراوح بين الفوضى والحرية. خاصة في سكن الطلاب الذكور، حيث تكون الرائحة مزيجًا دائمًا من الجوارب، والمعكرونة سريعة التحضير، ورائحة العفن غير المعروفة المصدر. غسل الملابس؟ تلك كانت إنجازًا يحدث بين الحين والآخر، وكأن سلة الملابس المتسخة المليئة بالملابس تتهمني بالكسل في زاوية السكن. حتى قابلتها، اكتشفت أن الغسالة يمكن أن تصبح "خصمًا" كبيرًا في طريق حبي.

تعرفت عليها في خريف السنة الثانية، في اجتماع الترحيب بالنوادي، كانت ترتدي قميصًا أبيض، وأكمامها مرفوعة قليلاً، واقفة في ضوء الشمس، تحمل زجاجة ماء معدني، مبتسمة كأشعة الشمس التي تتناثر على العشب في فترة ما بعد الظهر. لا زلت أتذكر كيف اقتربت مني في ذلك اليوم، وقدمت لي منشورًا عن الفعالية، ولمست أصابعها يدي عن غير قصد، كانت باردة، كأول ورقة شجر تسقط في الخريف. بعد ذلك، تحدثنا كثيرًا، من أنشطة النادي إلى الكتب المفضلة، ثم ذكرت بشكل عابر أن "الغسالة في أسفل السكن دائمًا معطلة". لم أعر الأمر اهتمامًا، وقلت في نفسي، إذا كانت الغسالة معطلة، فماذا يهمني؟ لكن من كان يظن أن هذه الغسالة المعطلة ستصبح "طرفًا ثالثًا" في حياتي العاطفية لاحقًا.

كان يوم الإمساك باليد يوم جمعة عادي. بعد الدراسة المسائية، قمت بتوصيلها إلى السكن، كانت أضواء الشوارع خافتة، وأوراق شجرة الصفصاف في الحرم الجامعي تصدر صوتًا. فجأة توقفت، واستدارت وسألتني: "هل تحبني؟" تفاجأت للحظة، وكان قلبي ينبض كجرار ضغط على دواسة الوقود، وكان عقلي مليئًا برائحة سائل الغسيل الخفيف على قميصها. قبل أن أتمكن من تنظيم أفكاري، ابتسمت، ومدت يدها لتأخذ يدي، وقالت: "فلنجرب ذلك." في تلك اللحظة، شعرت أن العالم بأسره قد سكن، ولم يتبق سوى حرارة أصابعها، وتلك الرائحة المنعشة، كملابس تم تجفيفها تحت أشعة الشمس.

منذ ذلك اليوم، بدأت أشعر بحساسية شبه مهووسة تجاه "رائحة الملابس". في السابق، كانت تعريفاتي لغسل الملابس هي "يمكن ارتداؤها". يمكن أن تقلب الجوارب وتستمر في القتال لثلاثة أيام أخرى، وقميص تي شيرت إذا لم يكن له رائحة غريبة، يمكن أن يستمر في الارتداء. لكن الآن لم يعد الأمر كذلك. في كل مرة أخرج فيها معها، كنت أبحث في الخزائن عن أنظف الملابس، بل بدأت أبحث في ماركات سوائل الغسيل. كانت تستخدم سائل غسيل برائحة خفيفة ولكنها تدوم، كنسيم الصيف الذي يمر عبر الأزهار، يحمل لمسة من الحلاوة، ولكن ليس مفرطًا. بدأت أراقب عاداتها في نشر الملابس، واكتشفت أنها دائمًا ما تهز القميص ليكون مسطحًا، وتعلقه في أكثر الأماكن تهوية على الشرفة، وتكون الملابس التي تم تجفيفها ناعمة، كأنها لمستها الشمس بيدها.

لذا، قررت أن أعلن "حربًا" على الغسالة. كان يجب أن أجعل ملابسي تحمل تلك الرائحة الجذابة. لكن هل كانت هذه مهمة سهلة؟ كانت غرفة الغسيل في أسفل سكننا بمثابة آلة زمن، الملابس التي تُلقى فيها إما تنكمش أو تتلون، وفي أغرب مرة، تم صبغ قميصي الأبيض باللون الوردي، وكأنني أرتدي حليب الفراولة. كنت أقف في غرفة الغسيل، أراقب تلك الغسالة القديمة، وأتمنى أن أواجهها. مر صديقي "شياو باو" بجواري، وطرق على كتفي، وقال بجدية: "يا أخي، الحب يغير كل شيء، في السابق لم تكن حتى تغسل الجوارب، والآن تتحدى الغسالة."

لزيادة "قوتي القتالية"، بدأت أتعلم عن غسل الملابس. يقول الإنترنت، لا يجب صب سائل الغسيل مباشرة على الملابس، بل يجب تخفيفه بالماء أولاً؛ يجب غسل الملابس الداخلية والخارجية بشكل منفصل، وإلا ستحدث تلوث متبادل؛ بعد الغسل، يجب إضافة بعض المنعم، لتكون الملابس منتفخة. اتبعت الدليل خطوة بخطوة، وفي أول محاولة لي، صببت الكثير من سائل الغسيل، وخرجت الرغوة من الغسالة، مما جعل غرفة الغسيل تبدو كحفلة فقاعات. مرت مشرفة السكن، ونظرت إلي بنظرة جانبية، وقالت: "يا فتى، لا يجب أن يكون الحب بهذا الشكل المبالغ فيه، أليس كذلك؟" ابتسمت بارتباك، وقلت في نفسي، هذا ليس حبًا، أنا في الحقيقة أتنافس مع الغسالة.

بعد أن أتقنت تقنيات الغسيل، بدأت أقلد عاداتها، وأهز الملابس لتكون مسطحة، وأعلقها على الشرفة لتجف. بعد أول مرة جفت فيها، لم أستطع الانتظار لأشمها، نعم، كانت تحمل بعض رائحتها! كانت تلك الرائحة المنعشة، كأنها تخبرني أنني اقتربت منها خطوة أخرى. في موعدنا، ارتديت قميصًا تم غسله حديثًا، وتظاهرت بلا مبالاة بالاقتراب منها، وسألت: "هل رائحتي اليوم جيدة؟" تفاجأت للحظة، ثم ابتسمت وقالت: "حسنًا، لكن رائحة سائل الغسيل لديك تشبه رائحتي." شعرت بالفرح في داخلي، لكنني تظاهرت بالهدوء، وقلت: "حقًا؟ لقد اشتريته عشوائيًا." في الحقيقة، تلك الزجاجة من سائل الغسيل، قضيت وقتًا طويلًا في البحث عنها في ثلاث سوبرماركتات حتى وجدت نفس النوع الذي تستخدمه.

لكن الغسالة هذه "الخصم" لم تكن سهلة أيضًا. كانت ملابسها دائمًا أكثر رائحة من ملابسي، وبعد التجفيف كانت تحمل نوعًا من النعومة التي لا أستطيع تقليدها. بدأت أشك، هل غسالتها أفضل من غسالتنا في السكن؟ في مرة، لم أستطع مقاومة السؤال: "هل غسالة سكنكم تحتوي على سلاح سري؟ لماذا ملابسك دائمًا بهذه الرائحة الجيدة؟" ضحكت حتى انحنت، وقالت: "لا يوجد سلاح سري، فقط اتركها تحت الشمس لفترة أطول، وأضف بعض الصبر." أومأت برأسي، لكنني كنت أتنافس في داخلي، وقررت أن أبذل جهدًا مضاعفًا في المرة القادمة التي أغسل فيها الملابس.

بعد أن بدأت في الحب، بدأت حياتي في السكن تتغير بشكل طفيف. في السابق، كانت حياتي مع زملائي تتكون من لعب الألعاب، وتناول الطعام من الخارج، والسهر للدردشة عن الشائعات. الآن، أصبح لدي عادة جديدة - الذهاب إلى غرفة الغسيل "لأداء الطقوس" كل بضعة أيام. في البداية، سخر مني زملائي، قائلين إنني فقدت عقلي بسبب الحب، لكنهم بدأوا في اتباعي، وأصبحت سلة الملابس المتسخة في السكن فارغة كما لم تكن من قبل. حتى "شياو باو" أعرب عن أسفه: "يا أخي، يبدو أنك في حالة حب، حتى جودة الهواء في سكننا تحسنت."

بجانب غسل الملابس، بدأت ألاحظ المزيد من التفاصيل. على سبيل المثال، تحب أن تضع المناشف النظيفة التي تم غسلها بشكل مرتب على رأس السرير؛ وتضع قطعة صغيرة من الصابون في جيوب الملابس، لمنع وجود رائحة غريبة في الخزانة؛ وحتى تضيف بعض الخل الأبيض عند غسل الجوارب، قائلة إن ذلك يقتل الجراثيم. هذه العادات الصغيرة، كأنها امتداد لشخصيتها، دقيقة ودافئة. بدأت أقلدها، ليس فقط لجعل الملابس أكثر رائحة، ولكن أيضًا لأن هذه التفاصيل جعلتني أشعر وكأنها دائمًا بجانبي.

في مرة، ذهبنا معًا إلى الملعب للجري، وبعد أن انتهينا، أخرجت من حقيبتها سترة نظيفة وارتديتها، وشعرت برائحة سائل الغسيل المألوفة، ولم أستطع مقاومة قول: "سترتك هذه، تشبه رائحة المنزل." تفاجأت للحظة، وسألت مبتسمة: "ما هي رائحة المنزل؟" فكرت قليلاً، وقلت: "إنها رائحتك." احمر وجهها، وانحنت لتلعب بسحاب السترة، ولم تتحدث. في تلك اللحظة، شعرت فجأة أن الحب هو هكذا، من خلال تفاصيل صغيرة، نجد ظلال بعضنا البعض.

بالطبع، لم أتمكن من هزيمة هذه "المنافسة" تمامًا. أحيانًا، لا زلت أغسل سترة تتقلص، أو أنسى فصل الجوارب الحمراء، مما يجعل كل الملابس تتحول إلى اللون الوردي. كلما رأتني أخرج هذه "النتائج المهزومة"، تضحك بلا توقف، ثم تعلمتني بصبر كيفية إصلاح الأمور. تدريجيًا، اكتشفت أن غسل الملابس ليس فقط لجعل الملابس أكثر رائحة، بل يشبه نوعًا من الطقوس. كلما وقفت في غرفة الغسيل، أراقب الغسالة تدور، أتذكرها، وأتذكر الطرق الصغيرة التي مشيناها معًا في الحرم الجامعي، وأتذكر حرارة أصابعها عندما تمسكت بيدي.

جاء الشتاء، وأصبح الهواء في الحرم الجامعي قارسًا، وأصبح نشر الملابس أمرًا مؤلمًا. كانت يديها خشنة بسبب الرياح الباردة، شعرت بالألم وسحبت يدها، واقترحت: "لماذا لا أساعدك في غسل الملابس، حتى لا تتجمد يديك؟" ابتسمت وهزت رأسها، وقالت: "لا، غسل الملابس هو مملكتي، عليك أن تبقى دافئًا لي." تظاهرت بالغضب، وسألت: "من هو الأهم، أنا أم الغسالة؟" فكرت قليلاً، ثم ابتسمت بخبث، وقالت: "همم... الغسالة، فهي أكثر اجتهادًا منك." بدأت أركض خلفها في الملعب، وضحكاتنا تتناثر في الهواء البارد، كأنها ألعاب نارية صغيرة.

بعد أن بدأت في الحب، أصبحت الغسالة جزءًا لا يمكنني تجاهله في حياتي. ليست مجرد آلة، بل تشبه نوعًا من الاتصال السري بيني وبينها. في كل مرة أشم رائحة الملابس المألوفة، أشعر أنني اقتربت منها أكثر. ربما، الحب هو هكذا، من خلال تفاصيل صغيرة، ننسج ببطء شبكة دافئة، تربط حياتين معًا بإحكام.

في تلك الليلة، كنت مرة أخرى في غرفة الغسيل، أراقب الغسالة وهي تدور. تسلل ضوء القمر من النافذة، وسقط على الملابس التي تم غسلها حديثًا، وفجأة شعرت أن هذه الغسالة القديمة ليست سيئة جدًا. في النهاية، علمتني كيف أحب، وكيف أعتني، لأغسل الملابس القذرة إلى الشكل الذي تحبه.

المستخدمون الذين أحبوا