مع ضمان أن يحصل اللاعبون الصغار على وقت كافٍ للراحة، ودون التأثير على دراستهم في المدرسة. قاد الأب الفريق، وحققوا البطولة في المنافسات الداخلية، وجعلوا اللاعبين الصغار يتذوقون طعم جوائز البطولة، ومع ذلك لم يكن الآباء راضين، حيث اعتبروا أن الرسوم الدراسية المدفوعة هي نفسها مقارنةً بمجموعات المدربين الأخرى، بينما كانت شدة الدروس غير متساوية؛ أما أولياء أمور الطلاب الذين يقودهم مدربون آخرون، فقد شعروا بنفس الاستياء، حيث أن شدة التدريب كانت أقل، لكن عدد الحصص أكبر، بينما كانت النتائج متفاوتة بشكل كبير.
لذا تولى مالك النادي إدارة الأمور، مشيرًا إلى أن الجوائز التي حصل عليها الفريق الفائز هي في الواقع الجزء المتبقي من الرسوم الدراسية التي دفعها الآباء؛ ومن الآن فصاعدًا، ستكون شدة تدريب جميع الأطفال، وكذلك تنظيم الحصص، متماشية مع أفكار الأب. كما تم تخفيض الرسوم الدراسية بشكل معتدل، وإذا كان هناك طلاب موهوبون، يمكنهم لاحقًا أن يصبحوا لاعبين محترفين، مع إمكانية تسجيلهم مجانًا في النادي وعضوية اتحاد كرة القدم في هونغ كونغ.
خلال هذا العام، تمكن الأب من إتقان التعبير الشفهي باللغة الكانتونية، لكن بعض الكلمات المحلية لا تزال بحاجة إلى استشارة مترجم، وعلى الرغم من أن المترجم كان يعرف أن مغادرته كانت هدفه النهائي، إلا أنه ساعد الأب في تسجيل وتراكم الكلمات الجديدة التي واجهها في كل مرة. كما زاد دخل النادي بشكل كبير بسبب برنامج التدريب على الشباب، لكن في النهاية لم يصبح هناك الكثير من الأطفال لاعبين محترفين، وتناقص عدد المسجلين في معسكر التدريب على الشباب عامًا بعد عام. كما تمت ترقية الأب مباشرة إلى مدرب فريق النادي، وقاد الفريق للفوز ببطولة دوري الاحتياطي في الدوري الممتاز في هونغ كونغ.
وبعد فترة قصيرة من دخوله إلى مجموعة المدربين في الفريق الأول، علم الصحفيون والمحررون في فرع وكالة أنباء شينخوا في هونغ كونغ بقدرة الأب على التحدث باللغة الكانتونية، وتم نشر ذلك في النسخة البرية، لكن المساحة المخصصة للتقرير كانت صغيرة جدًا؛ بينما كان نادي كرة القدم في شنتشن يستعد لتشكيل فريق، حاولوا جذب الأب لقيادة فريق التدريب على الشباب.
أما بالنسبة لرابطة كرة القدم في شنتشن، فقد تم تشكيل الفريق بالفعل، وكان يتكون أيضًا من أفضل الطلاب من المدارس المحلية، لكن الأساس كان يعتمد على فريق البطولة في مدينة شنتشن. بدأ الأب بشجاعة في تطبيق فلسفة كرة القدم التي كان قد طبقها سابقًا في هونغ كونغ، حيث يعرف الجميع أن شنتشن هي منطقة اقتصادية خاصة تم بناؤها بشكل مشترك من قبل أشخاص من جميع أنحاء البلاد، بينما كانت هونغ كونغ تجمع المهاجرين من مدن غوانغدونغ. خارج الملعب، كان من الفخر التحدث باللغة الكانتونية، بينما كان اللاعبون الصغار داخل الملعب يتلقون تدريبًا مغلقًا، وكان المترجم الذي استقدمه النادي من مقاطعة أخرى، وعندما أراد الأب أن يتعلم الماندرين، كان عليه أن يتراجع خطوة ويستخدم الإنجليزية للتواصل، وقد اكتشف الأب بعد فترة طويلة من الإقامة في هونغ كونغ أنه عندما يتحدث الإنجليزية، لم يكن سلسًا مثل المترجم.
هذا الحاجز اللغوي الجديد تم التغلب عليه بالفعل. لكن مقارنةً بأطفال هونغ كونغ، كان الأطفال في البر الرئيسي أكثر طاعة، وعادةً ما كان ما يقوله المدرب هو ما يجب أن يحدث، بصراحة، مقارنةً باللاعبين الصغار في هونغ كونغ (خصوصًا أولئك الذين قادهم الأب سابقًا)، كانوا يضحون بوقت التعلم واللعب من أجل ممارسة كرة القدم، باستثناء المشاركة في تدريبات الفرق المدرسية وفريق المدينة، كانوا يطلبون الخروج مبكرًا للتدريب على المهارات الأساسية، لذا كانوا يفتقرون إلى القدرة على التفكير المستقل، وإذا تُركوا دون رقابة، سيصبحون فوضى.
أولاً، لاحظ الأب أنهم يضحون بوقت التعلم واللعب، ويستثمرون المزيد من الجهد في تدريب كرة القدم، لذا كانت مهاراتهم الأساسية واللياقة البدنية لا تقل عن أقرانهم في هونغ كونغ. وعندما كانت هناك مباراة، لم يعرفوا تمامًا ما يجب عليهم فعله، وعندما تصل الكرة إلى أقدامهم، كانت كأنها ماء مغلي، وعندما يركلون الكرة، كان الأمر كما لو كان لا يعنيهم. لم يستطع الأب أن يمنع نفسه من تذكير اللاعبين في الملعب، عندما تقترب الكرة من أحدهم، ينادي باسمه، ويخبرهم بحماس بما يجب عليهم فعله، ولم يتوقف الأب عن الصراخ والتشجيع خلال المباراة، حيث كان الأطفال في حالة من الفوضى. لذا خلال فترة تدريسه في شنتشن، زادت قدرة الأب على التحمل، وأصبح اللاعبون الصغار عمومًا يفهمون اللغة الكانتونية.