في صيف عام 2024، أثارت تسريبات حول أسرار دائرة ركوب الدراجات ضجة كبيرة على وسائل التواصل الاجتماعي. وقفت سيدة بشجاعة لتكشف عن أن بعض منظمي "نوادي ركوب الدراجات" أو "جمعيات الدراجين" ينظمون علنًا ما يسمى بـ "أنشطة التعارف بين الرجال والنساء" لتحقيق مصالح شخصية، بينما هي في الواقع حفلات فوضوية مقنعة. وغالبًا ما تُستخدم هذه الأنشطة كذريعة لـ "الاسترخاء" و "التقرب من الطبيعة" لجذب الشباب الذين يبحثون عن الإثارة.

ما يثير القلق أكثر هو أن هذه الظواهر ليست حالات فردية. من "دائرة ركوب الدراجات" إلى مجموعات المشي، ثم إلى منظمات التسلق، توجد مشاكل مختلفة مثل التفاخر بالمظاهر، والتفوق المادي، والخداع العاطفي، وانحراف الأخلاق في جميع دوائر الرياضات الخارجية. كما أشار أحد الأصدقاء القدامى في ركوب الدراجات: "لقد تغيرت دائرة ركوب الدراجات الآن، حيث تملأها المقارنات، والتفاخر بالثروات، والهرمونات، مما يخلق أجواءً ملوثة."

في هذه المقالة، سنستكشف من منظور نفسي الآليات النفسية وراء الفوضى في دوائر الرياضات الخارجية، ونحلل لماذا يمكن أن تنشأ مثل هذه الظواهر المشوهة في هذه المساحات الخارجية التي ينبغي أن تكون نقية، وكيف يمكننا مواجهة هذه التحديات.

الفصل الأول: لمحة عن الفوضى في دوائر الرياضات الخارجية

1.1 التفاخر بالمظاهر: تشكيل سلسلة احتقار المعدات

في دائرة ركوب الدراجات اليوم، يبدو أن روح التفاخر قد حلت محل روح الاستكشاف الحر الأصلية. قال أحد الأصدقاء القدامى في ركوب الدراجات: "سلسلة احتقار المعدات في عالم ركوب الدراجات تشبه جبلًا غير مرئي يواجهك. إذا كان لديك معدات بقيمة ألف يوان، فسوف يسخر منك الآخرون، بينما قد يكون لدى الآخرين معدات بقيمة عشرات الآلاف من اليوان."

تخلق هذه البيئة ضغطًا كبيرًا على الناس. يضطر الكثيرون إلى مواجهة هذا السؤال: ما المعدات التي يجب أن أشتريها حتى لا يسخر مني الأصدقاء؟ وهكذا تبدأ المنافسة في المعدات. حتى لو كانت قدراتهم المالية لا تسمح بذلك، يضطر بعض الأشخاص إلى شراء معدات باهظة الثمن، معتقدين أنهم بهذه الطريقة يمكنهم التساوي مع "السائقين المخضرمين".

ما هو أكثر إضحاكًا هو أن بعض الأشخاص يعتبرون المعدات رمزًا للهوية، وكأن المعدات الثمينة فقط هي التي يمكن أن تثبت أنهم راكبو دراجات. تزداد ظاهرة "عرض المعدات" على الإنترنت، حيث يضطر البعض إلى التقاط الصور بمجرد ركوب الدراجة، ويجب أن تحتوي الصور على صورتهم الجذابة، بالإضافة إلى إطار الدراجة الثمين، تمامًا كما يفعل المشاهير على السجادة الحمراء.

1.2 الفوضى العاطفية: من البراءة إلى التشوه

أصبحت بعض دوائر الرياضات الخارجية مرادفًا للفوضى العاطفية. وفقًا للتسريبات، فإن بعض المجموعات التي تتظاهر بأنها "ركوب دراجات" هي في الواقع "مناطق صيد"، حيث يتفق الأعضاء سرًا على استغلال أنشطة ركوب الدراجات للقيام بأنشطة غير مشروعة.

غالبًا ما تُنظم هذه "أنشطة التعارف" في أماكن نائية مثل المزارع أو المنتجعات، حيث يتساوى عدد المشاركين من الجنسين، ويتم تشكيل "أزواج مؤقتين" من خلال القرعة أو التوفيق، ثم يتم وضعهم في نفس الغرفة. هذا السلوك الفاضح "للفوضى" لا يتحدى فقط النظام الاجتماعي والأخلاق العامة، بل ينتهك أيضًا الحدود القانونية.

ما يثير القلق هو أن العديد من المشاركين يعتبرون ذلك أمرًا طبيعيًا، بل ويستمتعون به، معتقدين أن هذه مجرد تعبير عن "ثقافة الدائرة". قالت فتاة شاركت في أنشطة مماثلة في مقابلة: "لقد تم إقناعي من قبل أصدقائي للذهاب، ولم أكن أعلم أن مثل هذه الأمور ستحدث."

1.3 إساءة استخدام السلطة: انحراف الأخلاق لدى المنظمين

في بعض دوائر الرياضات الخارجية، يسيء المنظمون أو المديرون استخدام السلطة، محولين المساحة الرياضية التي ينبغي أن تكون نقية إلى مكان لتلبية الرغبات الشخصية. يقوم بعض مديري "نوادي ركوب الدراجات" أو "جمعيات الدراجين" بتنظيم أنشطة غير مشروعة لتحقيق مصالح شخصية.

توجد نفس المشكلة في دوائر الجري. بعض مجموعات الجري صارمة في تصنيفها، وكأنها "دوائر صغيرة من السلطة". تُمنح المناصب مثل قائد المجموعة ونائب القائد سلطات كبيرة، وتفتقر إلى آليات الرقابة. تُتخذ جميع القرارات المتعلقة بالشؤون الداخلية من قبل عدد قليل من الأشخاص، من تخطيط الأنشطة، واستخدام الأموال، إلى استقطاب الأعضاء، دون أن يكون للأعضاء العاديين أي صوت.

بل إن بعضهم يستخدم مجموعات الجري كأداة لتحقيق مصالح شخصية. عند شراء ملابس ومعدات لمجموعة الجري، يتعاون القائد مع التجار، ويقوم بتضخيم الأسعار، ليحقق من خلالها أرباحًا. كان ينبغي أن تُستخدم أموال مجموعة الجري لتنظيم الأنشطة، وتحسين رفاهية العدائين، لكنها أصبحت "شجرة المال" لبعض الأشخاص.

الفصل الثاني: الآليات النفسية وراء الفوضى

2.1 الحاجة إلى الفخر والهوية

تعود ظاهرة التفاخر في دوائر الرياضات الخارجية إلى حد كبير إلى الحاجة العميقة لدى الناس للاعتراف بالهوية الاجتماعية. وفقًا للأبحاث النفسية، يبني الناس هويتهم الذاتية من خلال الاستهلاك المادي والتعبير الخارجي، خاصة في ظل نقص الشعور الثابت بالقيمة الذاتية.

غالبًا ما يسعى أولئك الذين يلاحقون المعدات باهظة الثمن إلى الحصول على شعور بالانتماء الجماعي والاعتراف بالهوية. أشار أحد عشاق ركوب الدراجات القدامى، "لا شيء مثل السابق، لقد أصبحت ركوب الدراجات موضة، والعديد من الناس يفعلون ذلك لمجرد التقليد، ولتصوير أنفسهم ونشر الصور على وسائل التواصل الاجتماعي، بينما يتناقص عدد الأشخاص الذين يحبون ركوب الدراجات حقًا."

تعليق أحد المستخدمين "الصبي الطائر" يؤكد هذه الفكرة: "الآن، إذا كنت تركب دراجة، ولم تكن ترتدي ملابس ركوب دراجات احترافية، ولم يكن لديك دراجة طريق تكلفتها عدة آلاف من اليوان، فلا يمكنك حتى أن تتحدث مع الآخرين."

تجعل هذه الروح التفاخرية ركوب الدراجات يفقد معناه الأصلي، ويصبح شكلًا آخر من المنافسة على المكانة الاجتماعية.

2.2 الهروب من الواقع والحاجة إلى الإثارة

ينضم الكثيرون إلى "دوائر" مختلفة لتخفيف الضغط، والبحث عن شعور بالاعتراف. في المجتمع الحديث، تزداد سرعة الحياة، ويزداد ضغط العمل، مما يجعل الرياضات الخارجية تبدو كقناة مثالية للهروب.

بالنسبة لأولئك الذين لم يدخلوا بعد قاعة الزواج، ولم يكن لديهم شريك مستقر، قد تصبح دائرة ركوب الدراجات وسيلة للبحث عن الإثارة الجديدة، وتحرير الضغط الداخلي. قد يجذبهم النقاشات حول السرعة والتحديات والحرية في المجموعة، معتقدين أن هذه مساحة يمكنهم فيها التعبير عن شبابهم بحرية.

أما بالنسبة للمتزوجين، فإن الفوضى في دائرة ركوب الدراجات تبدو كفخ مغرٍ، حيث يمكن أن تؤدي أي خطوة غير محسوبة إلى عواقب وخيمة. إذا انخدعوا ببعض الإغراءات في دائرة ركوب الدراجات، واختاروا الابتعاد عن أسرهم، فإن ما ينتظرهم سيكون ندمًا وألمًا لا نهاية له.

2.3 تأثير الانتماء والتخلص من المسؤولية الأخلاقية

يلعب تأثير الانتماء دورًا مهمًا في الفوضى في دوائر الرياضات الخارجية. عندما يتجاوز الشخص الأول الحدود، يميل الآخرون إلى التفكير "إذا كان الآخرون يفعلون ذلك، فأنا أيضًا يمكنني ذلك". هذه الآلية النفسية تجعل الأشخاص الذين كانوا قد يتبنون موقفًا متحفظًا يقبلون تدريجيًا سلوكيات المجموعة السيئة.

ما يستحق الانتباه هو ظاهرة التخلص من المسؤولية الأخلاقية. يبرر المشاركون سلوكهم بطرق متعددة: التبرير ( "هذه ثقافة الدائرة")، تخفيف المسؤولية ( "الجميع هنا طواعية")، تشويه العواقب ( "لم نؤذِ أي شخص")، وتجريد الأفراد من إنسانيتهم ( "هم أيضًا ليسوا أشخاصًا جيدين").

تتذكر فتاة شاركت في أنشطة مماثلة: "كان الجو في المجموعة غامضًا، وكان الجميع يطلقون نكات تحمل تلميحات، ولم أكن أستطيع الرفض، لذا ذهبت معهم دون وعي."

هذا يعكس التأثير القوي لتأثير الانتماء على سلوك الأفراد.

2.4 نقص القدرة على التحكم الذاتي

تظهر الأبحاث أن الأشخاص الذين يشاركون في سلوكيات غير جيدة غالبًا ما يكون لديهم قدرة ضعيفة على التحكم الذاتي. هم يعرفون أن هذه السلوكيات غير أخلاقية وغير قانونية، وأنها قد تؤثر بشكل كبير على حياتهم المهنية ومستقبلهم وعائلاتهم، لكنهم لا يزالون يجرؤون على المخاطرة.

من ناحية، لديهم شعور بالتفاؤل، معتقدين أن هذه السلوكيات سرية، ومن الصعب اكتشافها؛ ومن ناحية أخرى، بسبب ضعف شعورهم بالمسؤولية، ونقص القدرة على التحكم، يجرؤون على المخاطرة لتلبية رغباتهم، بحثًا عن المتعة الجسدية اللحظية.

أجرى بعض الباحثين دراسة عن العوامل النفسية الاجتماعية للمدمنين، ووجدوا أن سمات شخصية المدمنين تتمثل في حب التواصل، والبحث عن الإثارة، والمخاطرة، وعدم الاستقرار العاطفي، والتصرف بدافع من الاندفاع، وصعوبة التحكم في النفس، والتمسك برأيهم، وسهولة الانزلاق نحو الجريمة. هذه السمات تنطبق أيضًا على تفسير سلوك بعض الأشخاص في دوائر الرياضات الخارجية.

الفصل الثالث: تحليل الدوافع النفسية العميقة

3.1 القلق من الهوية في ظل الحداثة

يعد القلق من الهوية في المجتمع المعاصر أحد الجذور النفسية المهمة للفوضى في دوائر الرياضات الخارجية. في المجتمع الحديث، تضعف العلامات التقليدية للهوية (مثل الخلفية الأسرية، والمكانة المهنية)، مما يجبر الناس على تأكيد هويتهم وقيمتهم بطرق أخرى.

أصبحت الرياضات الخارجية ومعداتها رمزًا للهوية وعلامة تمييز. من خلال امتلاك معدات باهظة الثمن والمشاركة في أنشطة معينة، يسعى الناس للحصول على اعتراف اجتماعي وشعور بالانتماء الجماعي. أشار أحد الأصدقاء القدامى في ركوب الدراجات: "الكثير من الناس يريدون إثبات وجودهم وقيمتهم من خلال الماديات، ودائرة ركوب الدراجات ليست استثناء. المعدات أصبحت رمزًا، علامة يتعرف عليها الجميع."

يعكس هذا البناء المادي للهوية القلق وانعدام الأمان الذي يشعر به الناس في مجتمع سريع التغير. عندما لا يتمكن الناس من الحصول على اعتراف ثابت بهويتهم من خلال الطرق التقليدية، فإنهم يتحولون إلى الاستهلاك ونمط الحياة لبناء صورتهم الذاتية.

3.2 نقص العلاقات الحميمة واستبدال المشاعر

توجد مشكلة نقص العلاقات الحميمة وراء العديد من الفوضى في دوائر الرياضات الخارجية. في المجتمع الحديث، على الرغم من أن الروابط بين الناس تبدو أكثر سهولة، إلا أن العلاقات العميقة والاتصالات العاطفية أصبحت نادرة بشكل متزايد.

بالنسبة لأولئك الذين يجدون صعوبة في بناء علاقات حميمة في المناسبات الاجتماعية التقليدية، توفر دوائر الرياضات الخارجية مساحة بديلة للعواطف. أشار أحد الباحثين: "الكثير من الناس يتوقون للانضمام إلى "دوائر" مختلفة لتخفيف الضغط، والبحث عن شعور بالاعتراف."

ومع ذلك، غالبًا ما يتم استغلال هذه الحاجة من قبل أشخاص ذوي نوايا سيئة. يقومون بتغليف أنفسهم كـ "أشخاص ناجحين" أو "قادة رأي"، ويستخدمون وسائل متعددة لجذب المعجبين، وجمع الشعبية، ثم ينظمون أنشطة مختلفة لجني الأموال أو خداع الآخرين.

أما أولئك الذين ينضمون إلى "دوائر" غالبًا ما يكون لديهم أهداف مختلفة: بعضهم يسعى لتوسيع شبكة علاقاته، والبحث عن فرص للتطور؛ وبعضهم يسعى للإثارة، والبحث عن تجارب جديدة؛ بينما يسعى آخرون للهروب من الواقع، وتخدير أنفسهم. عندما يكون لدى أعضاء "الدائرة" أهداف خفية، يصبح من الصعب تشكيل بيئة صحية.

3.3 ضبابية الواقع في عصر الرقمية

تفاقم ظهور العصر الرقمي مشكلة ضبابية الواقع في دوائر الرياضات الخارجية. تخلق وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الرقمية بيئة تتداخل فيها الافتراضية والواقع، مما يجعل الحدود بين العرض عبر الإنترنت والممارسة الفعلية غير واضحة.

العديد من الأشخاص يشاركون في الأنشطة الخارجية بدافع الرغبة في العرض على وسائل التواصل الاجتماعي، وليس من أجل تجربة رياضية حقيقية. أشار أحد المراقبين: "الآن، إذا كنت تركب دراجة، ولم تكن ترتدي ملابس ركوب دراجات احترافية، ولم يكن لديك دراجة طريق تكلفتها عدة آلاف من اليوان، فلا يمكنك حتى أن تتحدث مع الآخرين."

تؤدي هذه العقلية إلى تشويه الرياضات الخارجية، حيث تتحول من عملية استمتاع إلى سعي للاعتراف الخارجي.

توفر المنصات الرقمية أيضًا تسهيلات لنشر السلوكيات السيئة. يستغل بعض الأفراد ذوي النوايا السيئة وسائل التواصل الاجتماعي وميزات الدردشة الجماعية لنشر معلومات عن الأنشطة غير المشروعة بسرعة، وتجنيد المشاركين، مما يشكل دافعًا للممارسة الفعلية.

الفصل الرابع: الصراع بين الأخلاق والقانون

4.1 الفخ النفسي "حيث توجد حاجة، توجد سوق"

قال أحدهم في قسم التعليقات: "حيث توجد حاجة، توجد سوق، وقد حظرت ثقافة الأجداد ذلك منذ آلاف السنين."

تعكس هذه الفكرة خطأ نفسي شائعًا، وهو الاعتقاد بأن ما هو موجود هو ما هو معقول.

ومع ذلك، من منظور نفسي، فإن الحاجة ليست ثابتة، بل تتأثر بعمق بالثقافة الاجتماعية، والمعايير الجماعية، والقيم الشخصية. وغالبًا ما يتم تشكيل "الحاجة" وتحفيزها، بدلاً من أن تكون موجودة بشكل طبيعي.

تشير الأبحاث إلى أن سلوكيات الناس تتأثر بشدة بالإشارات البيئية والتلميحات الاجتماعية. عندما يتم تطبيع أو حتى تجميل بعض السلوكيات السيئة في دوائر الرياضات الخارجية، فإن الأشخاص الذين لم يكن لديهم "حاجة" قد يتم تحفيزهم لإنتاج رغبات مماثلة.

4.2 لماذا "نعلم أنه لا ينبغي القيام بذلك، لكننا نفعل"

بالنسبة لسبب إصرار السلطات على حظر الدعارة وغيرها من السلوكيات، على الرغم من أنها تبدو مستمرة، هناك مبادئ نفسية عميقة وراء ذلك.

أولاً، لا يمكن تجاهل الرمزية القانونية. القانون ليس مجرد أداة عقابية، بل هو أيضًا تعبير عن القيم والمعايير الاجتماعية. حتى لو كان من الصعب القضاء على بعض السلوكيات تمامًا، فإن وجود القانون يشير إلى الرفض الاجتماعي لذلك، وهو أمر بالغ الأهمية للحفاظ على القيم الاجتماعية والحدود الأخلاقية.

ثانيًا، تخبرنا نظرية النافذة المحطمة أن التساهل مع المشكلات الصغيرة يمكن أن يؤدي إلى ظهور مشكلات أكبر. إذا لم يتم تقييد السلوكيات السيئة في دوائر الرياضات الخارجية، فمن المحتمل أن تؤدي إلى ظهور سلوكيات غير قانونية أكثر خطورة.

أخيرًا، تشير نظرية التعلم الاجتماعي إلى أن الناس يتعلمون ما هو السلوك المقبول من خلال مراقبة سلوك الآخرين وعواقبه. إذا لم يتم معاقبة السلوك غير القانوني، فسوف يرسل ذلك إشارة خاطئة، مما يؤدي إلى تقليد المزيد من الأشخاص.

الفصل الخامس: نحو ثقافة رياضية صحية

5.1 إعادة بناء القيمة الجوهرية للرياضات الخارجية

لحل الفوضى في دوائر الرياضات الخارجية، يجب أولاً العودة إلى القيمة الجوهرية للرياضات الخارجية. ركوب الدراجات، في جوهره، هو استكشاف للطبيعة وتأمل في الحياة. كل رحلة على الدراجة هي حوار مع الروح، لا يتعلق بغلاء أو رخص المعدات.

يذكرنا أحد الأصدقاء القدامى في ركوب الدراجات: "متعة ركوب الدراجات لا تكمن في غلاء المعدات، بل في تلك السعادة البسيطة. يجب أن تعرف أنك لا تركب الدراجة، بل تركب حرية روحك."

تعتبر هذه العودة الجوهرية وسيلة مهمة لمقاومة المادية والتشويه الاستهلاكي.

يجب أن تؤكد الروح الحقيقية للرياضات الخارجية على احترام الطبيعة، واحترام الآخرين، والتمسك بالقواعد. كما أشار عالم الاجتماع الشهير البروفيسور وانغ: "وحشية الرياضات الخارجية ليست همجية؛ الحرية ليست فوضى. ما نحتاجه هو حرية منظمة، وليس فوضى غير منظمة."

5.2 تعزيز القدرة على المقاومة النفسية

في مواجهة التأثيرات السلبية المختلفة في دوائر الرياضات الخارجية، من الضروري تعزيز القدرة على المقاومة النفسية. يشمل ذلك: تحسين الوعي الذاتي، وتحديد الحدود الشخصية وقيم القاع؛ تعزيز التفكير النقدي، وعدم الانصياع للسلوك الجماعي؛ وتطوير طرق صحية للتعبير عن المشاعر، وعدم الاعتماد على العلاقات الحميمة المشوهة للبحث عن الإشباع.

بالنسبة لأولئك الذين لم يدخلوا بعد قاعة الزواج، ولم يكن لديهم شريك مستقر، يجب أن يدركوا أن دوائر الرياضات الخارجية ليست وسيلة مناسبة للبحث عن الإثارة الجديدة، وتحرير الضغط الداخلي. أما بالنسبة للمتزوجين، فيجب أن يكونوا أكثر حذرًا من أن دوائر الرياضات الخارجية قد تصبح فخًا مغريًا.

5.3 إنشاء آليات فعالة للرقابة والانضباط الذاتي

يتطلب حل الفوضى في دوائر الرياضات الخارجية جهودًا مشتركة من جميع الأطراف. إعادة هيكلة مسؤوليات المنظمين أمر بالغ الأهمية، ويجب إنشاء "نظام نقاط حضارية"، وتعيين مشرفين حضاريين بدوام كامل، ووضع آليات عقابية مفصلة.

تحسين جودة المشاركين هو أيضًا عنصر رئيسي. يمكن تحقيق ذلك من خلال دورات حضارية إلزامية قبل الدخول، وإنشاء سجلات ائتمانية شخصية، وإدراج المخالفين في نظام القوائم السوداء.

علاوة على ذلك، فإن التعاون الاجتماعي لا غنى عنه. يجب تحسين القوانين واللوائح ذات الصلة، وتعزيز الرقابة الإعلامية، وتشجيع الجمهور على المشاركة في الرقابة. يجب على المنصات الرقمية الوفاء بمسؤولياتها، وتعزيز إدارة حسابات المستخدمين، والمجموعات، والمحتوى، وإنشاء آليات للإبلاغ، واكتشاف ومعالجة السلوكيات المخالفة في الوقت المناسب.

الخاتمة: إعادة بناء الاتصال النقي بين الإنسان والطبيعة، وبين البشر

يجب أن تكون الرياضات الخارجية جسرًا لإعادة الاتصال بين الإنسان والطبيعة، ووسيلة للبحث عن السلام الداخلي في حياة حديثة مشغولة. عندما نغمر أنفسنا في جمال الطبيعة، يجب أن نحافظ أيضًا على جمال الأخلاق في قلوبنا.

رؤية جميلة لأحد راكبي الدراجات تستحق منا التفكير: "آمل أن تعود دائرة ركوب الدراجات إلى مسارها الأصلي، وأن يرى المبتدئون ما هو أكثر من "سلسلة الاحتقار" غير المرئية، بل حب واحترام ركوب الدراجات. يجب تشجيع جهود الجميع، وليس احتقار المعدات. بغض النظر عن المرحلة التي تكون فيها في ركوب الدراجات، يمكنك السير معًا والاستمتاع بهذه السعادة."

ركوب الدراجات ليس مسابقة، بل جزء من الحياة؛ هو تحدٍ، وأيضًا تحرير. أتمنى أن يجد جميع عشاق الرياضات الخارجية سعادتهم الخاصة في طرقهم، مع الحفاظ على الاحترام والتقدير للطبيعة وللآخرين.

الروح الحقيقية للرياضات الخارجية لا تكمن في سعر المعدات، ولا في عدد الإعجابات على وسائل التواصل الاجتماعي، بل في تلك السكينة والفرح عند الاندماج مع الطبيعة، وفي الصدق والدفء عند السير مع من يشاركونك نفس الاهتمامات.

المستخدمون الذين أحبوا